.

السبت، مايو 03، 2014

عن الصمت الطويل والابتسامات الناقصة





« هناك نوعٌ من الناس، مثلي، لا يمكنه أن يحسم  كل حياته ، كلها لآخر ذرة في قلبه، من أجل أي شيء في الدنيا، وقدره أن يبقى «مشتتًا»، كالندى فوق العشب، بدل أن تتوحد قطراته كلها لتكون جدولا أو نهرًا، وتحسم نفسها بـ«اتجاه» ما، اتجاه واحد لا رجعة عنه ولا شك فيه. أعني أنني من هذا النوع الذي لا يحيا لأجل أي شيء إلا بنصف قلب على الأكثر . »

                                       حسين البرغوثي - الضوء الأزرق

الأحد، مايو 13، 2012

الكابوس


دمشق 
 (إلى هالا محمّد..)

لم نكن نعرف أنّ دموعنا الّتي سقطت ذاك اليوم
كانت أشبه بحدسٍ مبكرٍ
لحزنٍ سيجتاح المدينة بعد حين
وعدتك حينها أنّ كل شيءٍ سيكون على ما يرام
لم أكن أعرف أنّ فراشاتك الملوّنة 
الّتي كانت تحلّق حولنا
ستهشّم في مجزرةٍ جماعيّةٍ
يرتكبها أولئك الّذين لم يتأمّلوا يوماً في أرواح الفراشات
ولم يعرفوا من الألوان إلاّ ما يصنعونه من أحمر الدّماء
***
كانت ابتسامتنا للكاميرا حقيقيّة
لكنّ من يحدّق جيّداً في الصّورة
يرى اللمعة في عيوننا 
من أثر الدّموع
***
حين غادرنا
اعتقدنا أنّ المدينة تبتسم أيضاً
لعلّنا فقط 
لم نحدّق جيّداً
***
لكنّ دمشق ليست لهم
دمشق لبائع الأفلام المتجوّل قرب فندق الشّام
دمشق لبائع الترمس والذرة في الصّالحيّة
***
دمشق
كأس نبيذٍ في باب توما
وصوت فيروز 
يصدح من محلّ ثيابٍ في شارع الحمراء
***
دمشق 
زحمة سوق الحميديّة
وسيّارات التاكسي الصّفراء في كلّ مكان
***
الكابوس ليس ما نراه أثناء نومنا
الكابوس
ما نراه أثناء صحونا 
ولا نصدّق أنّه يحدث
***
لكنّ الخوف 
لم يعد عُملة للتداول في المدينة
***
والفراشات
إن وضعوها في سجنٍ
ظلّت تحلّق بحثاً عن نافذةٍ
وإن أغمّوا عينيها
ظلّت تحلم بالضّوء
***
الأرواح
لا تكبّل بالأصفاد
***
الأحلام 
لا تُقصف بالدّبابات
***
المدينة لن تكون بلونٍ واحدٍ كما يريدون
المدينة
ملوّنة ملوّنة
كالفراشات
***
قد لا أعدك الآن أنّ كلّ شيء سيكون على ما يرام
لكنّ الأسطورة تقول
إنّ الفراشات إذ تموت قتلاً
تعود أرواحها لتنتقم
وأنا أؤمن بذلك

                                              سمر عبدالجابر

الجمعة، أبريل 27، 2012

أخاف من أوهامي .



 
عبرت مراراً، في كتاباتك، عن اهتمامك بالسير الذاتية ؟
 قبل كل شيء، أحب أن أرى كيف ينتهي الناس. عندما تقرأ عن حياة شخص ما، أي شخص، ترى ما الأوهام التي ابتدأ بها حياته. مثير جدًا أن ترى كيف تخذله تلك الأوهام.
                                                                  سيوران



الثلاثاء، يناير 17، 2012

مما جال في ذهن إلياس كانيتي 1905-1994 .


  • سيء إلى درجة أن أذنه تخشى لسانه .
  • غالبا ما يثقل عليه ظله .
  • النجاح هو الجزء الأصغر من التجربة .
  • لقد احتفظ باحترام عميق لكبار السن فهو يحب فيهم كل السنوات التي لم يعشها بنفسه , وهو كلف بالأطفال لأنهم يعدونه بكل السنوات التي لن يعيشها .
  • لعمري كم تبدو الأمور مقنعة للذي لا يعرف إلا القليل .
  • الميت يأخذ العالم معه . إلى أين ؟
  • هناك شيء محزن في الحقيقة العارية لكني لست خياطا , وبدلا من أن ألبسها ثيابا أفضل البقاء حزينا .
  • من الصعب كشف حقيقة الآخرين والبقاء سليما في آن .
  • يجب الاختيار بين الحب والعدالة , لكني عاجز عن ذلك فأنا أريد الاثنين .
  • إن الأشياء الحقيقية التي أحكيها عن نفسي هي التي تبدو لي مثل أكاذيب .
  • من المستحيل تقريبا معرفة شخص بالقدر الذي يسمح باحترامه دائما , فغالبا ما نكون غير عارفين كثيرا به , وأحيانا عارفين به أكثر من اللازم , ومن يستطيع أن يمسك في معرفته بالناس بالنقطة الصحيحة , سيجد سندا فيهم .
  • مأساة الأخلاق , تعرف كل شيء ولذلك لا تجرب شيئا .
  • لما يشعر بيأس كبير, يتوجب عليه أن يواسي أحدهم ليشعر فجأة بالمواساة .
  • لا تترك أحدا يفرض عليك الأمل .
  • لا يعرفون الآخرين إلا كموضوع للشتائم .
  • الإصغاء لشخص طيلة ساعات بنية مبيتة في عدم الاستجابة له , تتركه يتكلم لينقذ حياته ( حين تكون آمنا مرتاحا وفي عز مجدك ) هل هناك ما هو أحقر من ذلك ؟
  • كل هذا الشر الذي تنسبه إلى أفكار الآخرين : من أين لك به ؟
  • منظرو نجاحهم مملون حتى الموت , عليهم أن يثبتوا بأن النجاحات مبررة , لكن لا شيء أكثر زيفا من ذلك .
  • مالا نستطيع معرفته عن الحيوانات : كيف تنظر إلينا ؟
  • الأسوأ ليس أن تكون شيئا ما ولكن أن تلتصق بذلك إلى الأبد .

                                                                   | إلياس كانيتي