.

الثلاثاء، مايو 23، 2006

اعذروني ,هذه أيام أورند هاتي

«القصص العظيمة»
هي تلك التي سمعتها وترغب في سماعها مرة اخرى. تلك التي تستطيع ان تدخل اي مكان فيها وتسكنها بارتياح، فهي لا تخدعك بالإثارة والنهايات الخادعة ولا تفاجئك بالتطورات غير المتوقعة، وهي مألوفة كألفة البيت الذي تسكنه، كعبير جلد حبيبتك. تعلم كيف تنتهي لكنك تصغي كأنك لا تعلم، بالطريقة التي تعيش كأنك لا تدري على الرغم من ذلك انك
ستموت في يوم من الأيام. في «القصص العظيمة» تعرف من يعيش ومن يموت، ومن يجد الحب ومن لم يجده. مع ذلك تريد ان تعرف ثانية، وهنا يكمن لغزها وسحرها.
أورندهاتي , بالتأكيد

الاثنين، مايو 15، 2006

.



عندما كانت تنظر إلى نفسها في صورة زفافها , شعرت آمو أن المرأة التي نظرت إليها كانت امرأة أخرى , عروسا غبية مزينة بجواهر . ساريها الحريري الذي لونه بلون الغروب الموشح بالذهب . خواتم في كل اصبع . نقط بيضاء من خشب الصندل أُلصقت فوق حاجبيها المقوسين . بالنظر إلى نفسها بهذا الشكل كان فم آمو الناعم يلتوي في ابتسامة , ابتسامة مرّة ببسب الذكرى - ليست ذكرى الزفاف بحد ذاته , بقدر حقيقة أنها سمحت لنفسها بأن تُزيّن على نحو مُجهد للغاية قبل أن تُساق إلى المشنقة . بدا الأمر سخيفا جدا . وعبثيا إلى حد بعيد .مثل تلميع موقد .ذهبت إلى صائغ القرية وطلبت أن يُصهر خاتم زواجها الثمين ويُحوّل إلى سوار رفيع برأس أفعى ,والذي خبأته من أجل ابنتها . كانت آمو تعلم أن حفلات الزفاف لم تكن شيئا يسهل تجنّبه تماما . على الأقل ليس بالكلام بشكل عملي . لكن , ولبقية حياتها , أيّدت حفلات الزفاف البسيطة بثياب عادية .لقد اعتقدت أن ذلك يجعلها أقل شناعة ."
أورند هاتي روي

السبت، مايو 13، 2006

نـ َ فـَ س

تكنس الكوابيس كل فجر عن عتبة البيت
تقشّر قبالة النافذة بصلتين
كي لا يسألها اليمام عن دموعها
بطرف جلبابها تلمّع المرايا
عاجزةً عن إزالة حنان مترهل
يقرّب قلبها من التراب
ليلاً هدهدت الأطفال بحكايات البحر
في جلبابها رائحة الحارة
ألوان عرائس الحلوى و الأحصنة الصغيرة
وعدتهم بفطيرة جبن ساخنة في الصباح
الشمس
في هذه المدينة الكئيبة
باردة
قاسية
ستكسّر أسناننا
لا بدّ من حيلة أخرى
تخرجهم من دفء القطن و الأحلام
لو كانت روحها سجادة
لنفضت عنها هذا الغبار
لتركتها في الهواء قليلاً
تتنفّس
سوزان عليوان

الأربعاء، مايو 03، 2006

براءة

" كانت دولورس شابة جميلة , وإن كانت قد ترملت من بحار آثر البحر أن يلتهمه . وكان ابنها الوحيد الذي رزقت به منه في الرابعة من عمره حينئذ. وقد صدمه منذ عشرة أشهر قطار بضائع مرّ دون إنذار .ولا أدري إن كنت تعلمون أن القطار إذا تبعه قطار اخر لم يُعلم حراس المعابر بمروره , يُعلق على عربة المؤخرة مصباح اخر للإنذار . لكن القطار لم يكن يحمل مصباحا . وإذا كان يحمل فقد كان مطفأ لأن أحدا لم يره .وما جرى أن دولورس لم تنتبه إلى صغيرها . ومر قطار البضائع بواحداته الاثنين والثلاثين فوقه وجعل رأسه الصغير كورقة . حدث هرج ومرج في البداية . ثم لم يجر شيء آخر غير ما يجري دوما لسوء الحظ : شرّحت جثة الضحية . ووضُعت في نعش أبيض قُدّم هذه المرة هدية من الشركة.وأخيرا ووريت الثرى .ألقى المدير العام باللوم على رئيس المصلحة . ورئيس المصلحة على رئيس المحطة . ورئيس المحطة على قائد القطار . وقائد القطار على الريح .. والريح _ واسمحوا لي أن أضحك _ غير مسؤولة .
كاميلو خوسيه ثيلا