.

الأربعاء، مايو 03، 2006

براءة

" كانت دولورس شابة جميلة , وإن كانت قد ترملت من بحار آثر البحر أن يلتهمه . وكان ابنها الوحيد الذي رزقت به منه في الرابعة من عمره حينئذ. وقد صدمه منذ عشرة أشهر قطار بضائع مرّ دون إنذار .ولا أدري إن كنت تعلمون أن القطار إذا تبعه قطار اخر لم يُعلم حراس المعابر بمروره , يُعلق على عربة المؤخرة مصباح اخر للإنذار . لكن القطار لم يكن يحمل مصباحا . وإذا كان يحمل فقد كان مطفأ لأن أحدا لم يره .وما جرى أن دولورس لم تنتبه إلى صغيرها . ومر قطار البضائع بواحداته الاثنين والثلاثين فوقه وجعل رأسه الصغير كورقة . حدث هرج ومرج في البداية . ثم لم يجر شيء آخر غير ما يجري دوما لسوء الحظ : شرّحت جثة الضحية . ووضُعت في نعش أبيض قُدّم هذه المرة هدية من الشركة.وأخيرا ووريت الثرى .ألقى المدير العام باللوم على رئيس المصلحة . ورئيس المصلحة على رئيس المحطة . ورئيس المحطة على قائد القطار . وقائد القطار على الريح .. والريح _ واسمحوا لي أن أضحك _ غير مسؤولة .
كاميلو خوسيه ثيلا