.

الأحد، أبريل 30، 2006

ماذا تفعلون الآن؟

إنني أسأل هنا عن معاصري‏ّ المنتشرين في كافة قارات العالم، أولئك المجهولين - الغائبين بالنسبة لي. أريد أن أتعرف عليهم وأتفق معهم على نوع الحياة التي نعيشها. نطرح أسئلة واحدة ونبحث عن أجوبة موحدة لها. عن المصير ذاته، وأحلام الأيام القادمة أيضاً. إنني هنا - أعرف أننا جميعاً - هنا وهناك - نقتسم يوماً أرضياً واحداً، ولكن لكل منا نصف يومه المختلف. هنا حين يؤوينا الظلام الساكن، العامر بالأشباح، يغمرهم نهار شوارع مزدحمة صاخبة ملونة. وحين يأتي نصف يومنا، نهارنا، شوارعنا المغمورة بشمس ناصعة، يحل نصف يومهم، ليلهم الطويل البهيج أو الثقيل بالجرائم والعري والقمار والرقص. غير أن التضادات تلك، الأنصاف المتضادة، لن تحول دون رغباتنا الصادقة في أن نلتقي لنعرف، لنفهم، لنوحد يومنا في زمن أرضي واحد.. ألا يا أخوتي المجهولين في نصف الأرض الآخر، إني أجلس في ليل أفكر ولا أعمل شيئاً. إني أسأل: ماذا تعملون الآن، خلف البحار والجبال والغابات والصحاري وشوارع المدن العملاقة?

محمد خضير