.

الاثنين، يوليو 28، 2008


طفلة حزينة
مارغريت أتوود

-

-


أنتِ حزينة لأنكِ حزينة،
هذه فيزياء. إنه العمر. هذه كيمياء.
اذهبي لزيارة الطبيب النفساني، أو خذي حبة،
أو احتضني حزنك كدمية بلا عيون
تحتاجين للنوم.
حسناً، كل الأطفال حزانى
ولكن بعضهم يتخلصون منه
احسدي نفسكِ على النعمة. والأفضل من ذلك،
اشتري قبعة. اشتري معطفاً أو حيواناً أليفاً.
خذي دروساً في الرقص كي تنسي.
كي تنسي ماذا؟
حزنكِ، ظلالكِ،
أي شيء كان قد حصل لكِ
في تلك الحفلة الرسمية التي أقيمت في الحديقة
وعندما دخلتِ وحمرة الغضب قد لوّحتكِ
كان فمكِ مقطّباً، وعليه سُكّـر
تلبسين ثوبك الجديد وشرائط شعركِ
ملطخة بـ الآيس كريم
حدثتِ نفسكِ في الحمام:
"أنا لست الطفلة المفضلة"
عزيزتي، عندما يصل
الأمر إلى هذه النقطة تماماً
الأضواء تنكسر، والضباب يتكاثف داخلاً
وتكونين قد سقطتِ أسيرة في جسدكِ الذي يتغير
تحت الشرشف أو في سيارة محترقة،
والشعلة الحمراء متأججة تهبّ منكِ
تشعل زفت الرصيف ورأسكِ
أو تشعل الأرض، أو المخدة،
المفضّل، ليس أحداً منّا؛
وقد نكون كلنا كذلك .

الأحد، مايو 18، 2008

يا لهذا الأمان .

ظلي أمامي
عتمةٌ صغيرةٌ
لا تحيا إلا فى النور ,
برهانُ وجودى
ومعناى الوحيد ,
أترك كل طريق
لا أرى ظلى يمتد فيه .
أضع أمام المصباح قبضتى ,
أتركها ظلها يكبر بالقدر الذى يكفى
لتحطيم هؤلاء الذين يفسدون حياتى ,
وعندما أنجح فى البكاء
أكمل سهرتى
صانعا بظلال يدىَّ فوق الحائط
حيوانات وزخارف ,
لا أطفئ المصباح
وأقطع نومى عدة مرات
كى أتأكد من أن ظلى تحتى ,
الموتى وحدهم
ينامون عرايا
وظلالهم ليست تحت ضلوعهم .
فتحي عبد السميع .

؟

من نفس المكان
يضجر الناس
وأنا من وجودي في ذاتي
أليس خلقياَ بي أن أضجـر؟
بيسو.

الاثنين، مارس 31، 2008

هذه خيانة .


يلزمها
أن تكون قاسية القلب
هذه الفأس المرفوعة بيد الحطَّاب
يلزمها
أن يكون نصلها حادَّاً
وهْي تهمُّ بالسُّقوط كي تجزّ الشَّجرة
يلزمها أن تكون بلا مشاعر أصلاً
كي لا ترهبها رعشة اليد الخشبيَّة في كفِّ حطَّابها
تلك اليد التي كانت قديماً
غصناً
فوق الشَّجرة ذاتها.
عماد فؤاد .

السبت، مارس 29، 2008

لا تلومونا
حين نفْرط في حزننا
إلى هذه الدرجة.
نحن
، في الحقيقة،
نريد أن نفرغه كله
ربما نعثر
، قبل الموت،
على ضحكة مختبئة
في أعماقنا.


عماد ابو صالح .

الاثنين، فبراير 25، 2008

منذ ساعات و هي هنا، جالسة على المقعد، قرب باب محطة القطار الخاوية على عروشها. لا أحد يعرف ماذا تنتظر.كان الجو حارا.كانت شاحبة الوجه و الملابس. قال لي أحدهم: كأنها موديل جالسة قبالة رسام. لم أجبه. لم يكن هناك رسام.مع مرور الوقت جعلتني هيأتها أفكر بقطعة سكر. قطعة سكر صغيرة نجد صعوبة في تكسيرها بالأصابع لكنها تذوب في هنيهة في قعر فنجان من القهوة الباردة.ذهبت إليها لأقول لها إنه منذ زمن بعيد لم يقف قطار في هذه المحطة.شكرتني وقالت إنها تعرف ذلك.
بقيت في مكانها طويلا بدون أدنى حركة.رنين الهاتف ردني فجأة إلى حياتي و مشاكلي و إلى الوقت الذي يمر لا بشكل جيد و لا بشكل سيء.و حينما تفطنت إلى أن الليل قد أرخى بسدوله سمعت صوت المطر يتلاطم بالنافذة التي تطل على المحطة.نظرت و أنا أعرف أنه ليس ثمة شيء ينظر إليه : المحطة الخالية غير مضاءة.آنذاك فكرت لهنيهة صغيرة في قطعة صغيرة من السكر الأبيض.
الكاتب البلجيكي فرانسيس دانمرك

الأربعاء، فبراير 20، 2008

The Way








كلهم كانوا يضربونني. وحين كانت أمي تعجز عن ضربي كما يجب، كان هو يقول لها: إنتظري. وكان يتولى المهمة عنها. لكنها كانت تندم على الفور، لأنها في كل مرة كانت تعتقد أنني سأبقى أنتظر قدومه إليّ، لكنني كنت أهرب وكان يلحق بي. وكانت هي تصرخ بقوة وبرعب لكن أخي لم يكن يتوقف. ذات يوم، غيّر في أسلوبه ورمى بي على الأرض فتدحرجت إلى جانب البيانو وضربت صدغي بأحد المقاعد، فوقفت بصعوبة. وبلغ الخوف لدى أمي حده الأقصى إلى درجة أنها منذ تلك الفترة صارت تعيش هاجس المعارك تلك. كانت أمي تخضع إلى قوة أخي الهركولية (والتي لسوء حظي كانت تكمن خاصة في عضلات ذراعيه) وهذا الوضع كان يشجعه على ضربي باستمرار. كنت قصيرة القامة وهزيلة بالنسبة إلى سني ولم أكن امتلك الهيئة الرياضية التي كان يتحلى بها كلٌ من أخوتي. وفي أوقاتها الطيبة، كانت أمي تقول لي:
"أنت مأساتي الصغيرة".





مارغريت دوراس

الأربعاء، يناير 30، 2008

يوميات رجل ضاع .

كل إنسان يحمل في داخله غرفة. هذه الحقيقة يستطيع المرء التأكد منها عند أصاخته السمع. فعندما يسير أحدهم بسرعة ويصيخ السمع بدقة، في الليل مثلاً، عندما يكون كل شيء حولنا صامتاً، فإن المرء سيسمع مثلاً، خشخشة مرآة حائط ليست مثبتة بشكل جيد.
**
حياتي كلها قضيتها، أدافع عن نفسي أمام الرغبة بإنهائها.
**
لم أفهم أبداً ما هي القوانين.
**
نحن مهجورين مثل أطفال ظلوا الطريق في الغابة. إذا وقفتَ أمامي وتطلعت بيّ، فهل ستعرف شيئاً من الآلام، التي فيّ، وأي شيء سأعرفه أنا، من الآلام التي فيك؟ وماذا سيحصل، لو رميّت نفسي أمامك وبكيت وأنا أحكي لك، فهل ستعرف شيئاً مني، أكثر مما تعرفه عن الجحيم عندما يحكي لك أحدهم عنه، واصفاً حرارته ورعبه؟ ويكفي هذا السبب لوحده، لكي نعرف، نحن البشر، علينا أن نهاب بعضنا البعض جداً، أن نمعن في التفكير كثيراً، وأن نقف إلى جانب بعضنا متضامنين، كما لو كنا نقف عند مدخل يؤدي للجحيم.

كافكا

الجمعة، يناير 25، 2008

وسيلة التعبير

لم يعد يحب الأشياء والكلمات والعصافير
التي تحولت إلى شعارات أو رموز (ولا شيء
تقريباً أفلت من هذا المصير). هكذا ، فضل
بعد ذلك ألا يفتح فمه، وأن يقوم كالأبكم بأنواع
من الحركات الغريبة، الهادئة، الغامضة،
المحزنة، أو بالأحرى المضحكة.
لكنهم ، هم أيضاً ، بعد بضع سنوات ،
تحولوا إلى شعارات .*



*يانيس ريتسوس

الخميس، يناير 17، 2008

حيث التوجس يقينا من الخيبات .

يجب عدم الوثوق , مبدئياً , بالأشياء التي تجعلنا سعداء .
يجب التعلم أن نضحك منها ؛ وإلاّ فإنها ستنتهي ضاحكة علينا .*
*ماركيز .