.

الخميس، يونيو 30، 2011

ما يدور في ذهن شخص ما .


سررت حين وبخني والداي بسبب حذائي الموحل. لقد حول هذا الأمر انتباهه بتجنب المشكلة الحقيقة ووضعي في حالة تلقي التأنيب الذي كنت أحوله سرا إلى الذنب الآخر الأكثر خطورة وجدية.  ومن هذة الزاوية سيطر علي إحساس جديد وغريب كان يخزني بشكل ممتع : وهو انني متفوق على والدي !
وللحظة أحسست بشيء من القرف لجهله, فتوبيخه لي على حذائي الموحل كان أمرا يدعوا إلى الرثاء. ( آه لو كنت تعرف) عبرت الفكرة في ذهني مثل مجرم يستجوب من أجل رغيف خبز مسروق بينما هو قد أرتكب جريمة قتل . كان شعورا عدائيا كريها . لكنه شعور قوي وجذاب يشدني نحو سري وذنبي .
...
كانت هذة اللحظة أهم وأشد رسوخاُ من كل مافي التجربة , إنها أول صدع في صورة أبي الشاملة . وأول تشقق في الأعمدة التي تقوم عليها طفولتي , الأعمدة التي يجب على كل إنسان أن يهدمها قبل أن يصير نفسه.
 إن الخط الداخلي الأساسي لمصيرنا يشتمل على تجارب شبيهة وغير مرئية. وهذه التصدعات والشقوق تتجمع وتشفى ثم تنسي ولكن في الأعماق الخفية تظل حية وتظل تنزف.

هرمان هيسه