.

الثلاثاء، أغسطس 29، 2006

both




لا أحبّ المسوّدات
تذكّرني بقصائد
لم تكتمل بعد،
أكره القصائد منشورةً
يؤلمني أن لن تكتمل قطّ.

لا أحبّ الشهرة
الأضواء تقتل
وأنا لستُ معتوهاً كالفَراش،
وأكره العيش في الظلّ
تماماً كأيّ ثمرة انطوائية
لن تنضج أبداً.
.

لا أحبّ السيارة
فهي عربة رعناء
يلزمها أربع عجلات
لكي تبقى على قيد التوازن،
وأكره الدرّاجة
لأنها تجري
كأي عصفور معدني جبان
لا يقوى على الطيران.
لا أحبّ الكره
لأنه غالباً ما يكون مجانياً
وبلا أسباب وجيهة
وأكره الحبّ
لأنه مكلّف للغاية.

لا أحبّ الأحد
لأنه يوم كسول
يذكّرني بأنَّ : غداً أمرٌ،
وأكره الاثنين
(أنظُر الأحد).

لا أحبّ العيش وحيداً
فالوحدة باردة
كلَيلةٍ ديسمبرية
حالفها عطبٌ في جهاز التدفئة،
وأكره العيش مع الآخرين:
إنه الجحيم.

لا أحبّ أن يكون عندي
دمٌ يجري
ولا سبيل إلى اللحاق به،
وأكره ألاّ يكون عندي دم.

لا أحبّ ساعة الحائط
لأنها تذكرني بالعمر الضائع،
وأكره ساعة اليد
لأنها تسابق دقات القلب.

لا أحبّ السلم
لأن الحياة تصير رتيبةً معها
وبلا طعم
وأكره الحرب
لأنها عكس السلم.

لا أحبّ الحياة
لأنها بنت كلب،
وأكره الموتَ :
نباحَها الأخير
.
طه عدنان

الاثنين، أغسطس 21، 2006

هذه سياسة أيضا


هل من الممكن إعفاء الخاسر والمقهور من السياسة؟ هل يمكن إبعاده عنها ؟
كيف يقتنع النفاد الفرانكوفونيون والأنجلوساكسونيون العرب بذلك ؟ إن أحدا لم يعرف لهم الفن جيدا , ولم يعرّف السياسة جيدا .
يتحدثون عن السياسة بصفتها " وقائع" !كأن أحدا لم يشرح لهم الفرق بين " الوقائع" و"الواقع" الذي يشمل كل عواطف البشر ومواقفهم , ويشمل الزمان المثلث الأضلاع ( ماضي اللحضات, حاضرها , مستقبلها )يتحدثون عن السياسة بصفتها قرارات الحكومات والأحزاب والدول . يتحدثون عنها بصفتها نشرة أنباء الساعة التاسعة فقط !

السياسة هي شكل العائلة على مائدة الافطار . من الحاضر حول المائدة ومن الغائب ولماذا غاب ؟
من يشتاق لمن , عندما يسكب القهوه من بكرجها ويوزعها على الفناجين . هل تملك ثمن افطارك مثلا ؟
أين أولادك الذين غابوا إلى الأبد عن كراسيهم المعتادة هنا ؟
لمن تحنّ هذا الصباح ؟
أي إيقاع يلاحقك لتسارع إلى مباهج وعدتك بها الحياة , أو إلى مواجهة تتمنى أن تكسبها ولو هذه المرة فقط ؟
أين أولاد هذه الأم التي تنسج بنظارتها المائلة قليلا كنزة من الصوف الكحلي , للمسافر الذي لا يكتب بانتظام
.أين ثرثرتك الناعمة وأين عزلتك الرائعة واستغناؤك عن العالم الخارجي ولو لدقائق .
أي غفران صغير تتدرب على منحه اليوم ؟ وأي عتاب تتمنى محوه ؟
من استورد ملعقة الشاي الصغيرة اللامعة هذه من تايوان ؟
أية سفن عملاقة مخرت البحار لتحمل لك نكاشة بابور الكاز من ستوكهولم ؟
كيف جمع باعة الزهور ملايينهم وبنوا عماراتهم الفخمة من بيعهم لأطنان الباقات التي تحملها الأمهات والشقيقات إلى المقابر التي لا تتخلى عن رطوبتها , رذاذا أو زهورا أو دموعا؟
تساؤلك عن السبب في أن الصمت , حتى الصمت على المقابر يكون مبلولا .السياسة هي عدد فناجين القهوة على المائدة .
انها نسياناتك التي تباغتك بحضورها وذكرياتك التي تخشى التحديق فيها , لكنك تحدق فيها رغم ذلك .
البعد عن السياسة أيضا سياسة . أليس كذلك ؟
السياسة لاشيء , نعم . السياسة كل شيء , نعم . أقصد في نفس الوقت .
رأيت رام الله - مريد البرغوثي

الثلاثاء، أغسطس 08، 2006

لا تقلق


يوجد شهيق في صدرك
أنهكه البحث عن أفضل ما لديك
ذلك لأن الحياة كاذبة بالفعل
لا تسمح بعبور حقيقة ما
هناك من يصرخ في ألم
لا بأس
إنها الكائنات الخرافية التي ذُبحت
كانت بالداخل
وتم تصريفها
للخارج
فحسب
سارا أكاسيا, ترجمة : ممدوح رزق