.

الخميس، أغسطس 23، 2007

تلك الخطى الهادئة ورائي

إذا أحكمتُ الإصغاء، أستطيع أن أسمع حياتي تطير
أسرع من أي وقت مضى
.تلك الخطى الهادئة ورائي،إنها خطاك، يا أيها الموت.
قبلا، كنتَ بعيدا -وكم كنت غاليا عندي.ا
لآن، حين كففتُ عن التوق إليك،الآن،
ها قد أتيت.أيها الموت العزيز، ثمة في كينونتك
أمر يؤاسي المكافحين:إذ ما همّك أنت إذا صار المرء عظيما
أو إذا ضيّع حياته هباء؟
أيها الموت العزيز، ثمة في كينونتك
شيء يجلو الأجواء:
أنت كما أنت مع الصالح والطالح
مشرّعا تتمدد، عاريا واعزل
.اتبعني ودعني أمسك بيدك،يدك التي تطمئن جيدا وعميقا:
الجميل تجعله كبيرا لا مفروالبشع تجعله صغيرا.
كأنك تريد مني شيئا،وحسبي أنك هدية تريد:
مفتاحا صغيرا عجيبا وغريبا -هو كلمة "نعم" البسيطة
.نعم، نعم، أرغب!
نعم، نعم، سوف!
وها أنذا أفرش طاعتي عند قدميك
لكي تنمو فيّ، ساكنا.
كارين بوي

الاثنين، أغسطس 13، 2007

يا إلهي .. أملك روحا عمومية !

لا أستطيع أن أكون واحدا من أؤلئك الذين يمضون حياتهم وهم يحملون قلوبهم على راحاتهم .فاظهار الحنان يكلفني جهدا , حتى في الحياة العاطفية , فأنا أعطي أقل مما أملك دائما .هذا هو أسلوبي في الحب , التقتير قليلا , والاحتفاظ بالحد الأقصى لبعض المناسبات الكبيرة فقط .وربما كان السبب في ذلك هو أن لدي هوس في التدرج . لإني إذا كنت سأظهر كل ما لدي دفعة واحدة , فماذا سأترك لتلك اللحظات الكبرى ؟ ( هناك أربع أو خمس لحظات كهذه في حياة كل فرد )وبأي شيء سيواجه أحدنا مناسبة تحتاج إلى القلب وكل ما فيه ؟ثم إن حفيظتي تثور أمام التكلف , والتكلف في نظري هو ذلك الأمر بالذات :المضي دائما والقلب محمول على راحة اليد .فماذا يبقى لمن يبكي كل يوم عندما تحل به فجيعة كبرى , واحدة من الفجائع التي تحتاج أقصى مالدينا من القدرة ؟صحيح أن المرء يستطيع الانتحار , ولكنه يبقى في نهاية المطاف حلا بائسا .أعني من المستحيل العيش في أزمة دائمة , وان نصطنع انفعالا يغرق أحدنا ( مثل حمام يومي ) في احتضارات صغيرة متواصلة.إن السيدات الطيبات يقلن عادة بروح اقتصادهن السيكولوجي إنهن لا يذهبن إلى السينما لمشاهدة أفلام حزينة لأن الحياة فيها ما يكفي من المرارة وهن محقات إلى حد ما :ففي الحياة ما يكفي من المرارة لكي لا نكون بكائين ,متدللين , وهستيرين , لمجرد أن شيئا قد اعترض طريقنا ومنعنا من مواصلة نزهتنا نحو السعادة التي تكون أحيانا مجاورة للهراء .
الهدنـة - ماريو بينيديتي

الخميس، أغسطس 09، 2007

نعرف في وقت متأخر

كم كان عمرك ؟-
لم أكد أبلغ العشرين . ومنذ ذلك الوقت تقرر كل شيء . ارتكبت حينئذ خطأ
خطأ يصعب تعريفه , لا يحس , لكنه كان نقطة انطلاق كامل حياتي التي لم أستطع إصلاحها قط
- خطأ لا يمكن إصلاحه في زمن الجهل -
نعم-
في هذا العمر يتزوج الناس , وينجبون الولد الأول ويختارون مهنتهم .وذات يوم يعرفون ويفهمون أشيـاء كثيرة , لكن الوقت قد تأخر كثيرا لأن حياتهم تكون قد اتخذت شكلا ما , في مرحلة لا يعرفون فيها شيئا على الإطلاق

الجهـل - كونـديرا

السبت، أغسطس 04، 2007

مأساة أن تكون امرأة

عندما يضيّع رجل عمره في الكتب فلن يلومه أحد . في اللحظة التي يستعيد فيها عقله - لأن الكتب كالمخدرات تسلب الانسان عقله - ستكون الحياة بإنتظاره . ستكون الحياة دائماً بانتظاره كي يصنعها ؛ لأن الرجل يصنع حياته , أما المرأة تنتظرها . وبإمكان الرجل مهما تأخر به العمر أن يبدأ من جديد . سيجد امرأة , وسينجب اطفالاً , وهو سيجد امرأة وسينجب اطفالاً حتى ان ظل ملتصقاً بكتبه . اما المرأة !
يا .. لعذاب المرأة !

جاهلية - ليلى الحهني

تماما في القلب

كان هناك أمر واحد فقط لم أستطيع أن أفعله وهو : أن أسحب الهدف السري المعتم من نفسي وأضعه أمامي كما يفعل الآخرون الذين يعرفون تماما ما يريدونه _الأساتذة الأطباء , والمحامون والفنانون , مهما استغرق منهم ذلك ومهما كانت المصاعب والمنافع التي يحملها هذا القرار في طياته . هذا ما لم أستطع أن أفعله .ربما كنت سأصير شيئا مشابها , ولكن كيف لي أن أعرف ؟وربما كان عليّ أن أتابع بحثي سنوات أخرى دون أن أصبح شيئا ودون أن أصل إلى هدف .ربما كنت سأصل إلى هذا الهدف لكنه سيتكشف عن هدف شرير وخطير ورهيب .لم أكن أريد إلا أن أعيش وفق الدوافع التي تنبع من نفسي الحقيقية , فلم كان ذلك بهذه الصعوبة؟
هرمان هيسه