.

الاثنين، أغسطس 13، 2007

يا إلهي .. أملك روحا عمومية !

لا أستطيع أن أكون واحدا من أؤلئك الذين يمضون حياتهم وهم يحملون قلوبهم على راحاتهم .فاظهار الحنان يكلفني جهدا , حتى في الحياة العاطفية , فأنا أعطي أقل مما أملك دائما .هذا هو أسلوبي في الحب , التقتير قليلا , والاحتفاظ بالحد الأقصى لبعض المناسبات الكبيرة فقط .وربما كان السبب في ذلك هو أن لدي هوس في التدرج . لإني إذا كنت سأظهر كل ما لدي دفعة واحدة , فماذا سأترك لتلك اللحظات الكبرى ؟ ( هناك أربع أو خمس لحظات كهذه في حياة كل فرد )وبأي شيء سيواجه أحدنا مناسبة تحتاج إلى القلب وكل ما فيه ؟ثم إن حفيظتي تثور أمام التكلف , والتكلف في نظري هو ذلك الأمر بالذات :المضي دائما والقلب محمول على راحة اليد .فماذا يبقى لمن يبكي كل يوم عندما تحل به فجيعة كبرى , واحدة من الفجائع التي تحتاج أقصى مالدينا من القدرة ؟صحيح أن المرء يستطيع الانتحار , ولكنه يبقى في نهاية المطاف حلا بائسا .أعني من المستحيل العيش في أزمة دائمة , وان نصطنع انفعالا يغرق أحدنا ( مثل حمام يومي ) في احتضارات صغيرة متواصلة.إن السيدات الطيبات يقلن عادة بروح اقتصادهن السيكولوجي إنهن لا يذهبن إلى السينما لمشاهدة أفلام حزينة لأن الحياة فيها ما يكفي من المرارة وهن محقات إلى حد ما :ففي الحياة ما يكفي من المرارة لكي لا نكون بكائين ,متدللين , وهستيرين , لمجرد أن شيئا قد اعترض طريقنا ومنعنا من مواصلة نزهتنا نحو السعادة التي تكون أحيانا مجاورة للهراء .
الهدنـة - ماريو بينيديتي