.

الاثنين، نوفمبر 13، 2006

..




. .ربما كانت هذه القراءة السبب في أنّ عمله لم يتقدم تقدماً سليماً. كان ينوي أن يكتب كتاباً نموذجياً في عمقه ومن نوع النثر الشعري الذي كان قدوته القصائد في زارادشت. على أنّ الانشغال الدائم بكتب أنيقة جميلة إلى هذا الحد جعله عاجزاً المرة تلو المرة , وسلبه الوقت والقوة وجعله أحياناً يائساً كل اليأس , ذلك لأنه خيّل إليه أنّ خير الأشياء وأروعها قالها آخرون منذ زمن طويل. لم تنقصه الأفكار , إلا أنّ هذه الفكرة كان نيتشه قد عبّر عنها , والأخرى عبّر عنها ديميل والثالثة ميترلنك. كما أنّ حالاته النفسية , آلامه , شوقه- كل هذا كان هنا وهناك في كتب جميلة , تمّ نظمه وإنشاده , وتمّ تصعيد التنهدات أو تمّ التلعثم به . وكان إذا أراد أن ينظر إلى نفسه في سخرية وتهكم , وكان متدرباً على ذلك جيداً , طلعت من جديد صورة كانت موجودة أيضاً منذ زمن طويل ومرسومة , سواء من قبل فيرلين أو بيرباوم أو آخر. وربما كان عليه أن يستخلص من ذلك أنه لا يستطيع أن يقول شيئاً جديداً ولهذا وجد أنه لمن الأجدى أن يوفر الورق ويشتغل بشيء آخر.. ]

هرمان هسه