.

الثلاثاء، نوفمبر 29، 2005

اللا أحـد *


البراغيث تحلم بشراء كلب، واللاأحد يحلمون بالنجاة من البؤس: أنه في يوم سحري ما سيمطر الحظ الجيد عليهم فجأة
– سينهمر بكميات كبيرة. لكن الحظ الجيد لم يمطر البارحة، ولن يمطر اليوم، غداً أو في أي وقت. والحظ الجيد لا يتساقط حتى رذاذ رائع، مهما عانى اللاأحد في استحضاره، حتى ولو كانت أيديهم اليسرى مدغدغة، أو إذا بدأوا يوماً جديداً بأقدامهم اليمنى، أو بدأوا العام الجديد بتغيير المكانس.اللاأحد: أطفال لا أحد، الذين لا يملكون شيئاً.
اللاأحد : الذين ليسوا أحداً، الذين جعلوا هكذا، يركضون كالأرانب، يموتون في الحياة، الثملون بكل طريقة.
الذين ليسوا، ولكن يمكن أن يكونوا
الذين لا يتحدثون لغات وإنما لهجات
الذين لا أديان لهم، وإنما خرافات
الذين لا يبدعون فناً، وإنما صنعة يدوية
الذين لا يملكون ثقافة وإنما فلكلوراً
الذين ليسوا كائنات بشرية وإنما مصادر بشرية
الذين ليس لهم وجوه بل أذرع
الذين لا أسماء لهم وإنما أرقام
الذين لا يظهرون في تاريخ العالم، بل في دفتر الشرطة، في الصحيفة المحلية
اللاأحد، الذين ليسوا بقيمة الرصاصة التي تقتلهم
*ادوارد غاليانو