.

الأربعاء، يونيو 28، 2006

حلم

أمس رأيتني عاريا وأمشي .
كنت في شارع فيصل بعمان , أمشي وحيدا , عاريا كنت , وكنت أمشي , والخلق حولي , كأن لا أحد يراني قبل أن ألتفت إليّ وأراني حزينا , لا يسترني شيء.
لا أعرف تماما , ما إذا كنت ارتبكت جرّاء هذا العري ,لكنني أحسست في لحظة ما بحاجتي إلي ثوب .لو كان "فرويد" حيا , لاتهمني بالاستعراض الجنسي , لكن " أريك فروم سيتدخل إلى جانبي , موضحا أن "فرويد"يتجاهل أن العري قد يعني شيئا آخر غير هذا الاستعراض فقد يكون العري مثلا رمزا لسلامة الطوية أو ...
تناسبني محاججة "فروم" الذي يؤكد أن المرء إذا رأى نفسه عاريا في الحلم ,فإن ذلك يعني حرصع على أن يكون هو ذاته حقا ً , وأن الثياب قد تعني الك الأفكار والمشاعر التي يتوقعها الآخرون منا , في حين أنها ليست أفكارنا ولا مشاعرنا على الإطلاق .
فالجسد المتجرد من الثياب , هو رمز للأنا الفعلي , في حين تكون الثياب رمزا للأنا المجتمعي , الذي يشعر ويفكر بناء على مقتضيات النموذج الثقافي السائدفإذا رأى أحدنا نفسه عاريا في الحلم , كما يقول " فروم" فإن ذلك قد يكون تعبيرا عن رغبته في إبقاء نفسه على حقيقتها ورفضه لكل المظاهر الغشاشة الخادعة .

محمد القيسي