.

الجمعة، سبتمبر 07، 2007

حيث الأفكار كرات حديدية اصطدم بها

ذلكَ هو الخللُ الرئيسي في كلِ ما هوَ بشريّ، أنَّ الشئَ الذي نشتهيهِ لا ننالهُ إلا من خلالِ ممانعتِنا له. هل يجبُ أن أذكرَ جميعَ المتلازماتِ التي ستبقي عالمَ السلوكِ مشغولاً عليها (المتجهمُ يملكُ أكبرَ قدرٍ من حسِ الفكاهةِ، غير المتعقلِ يملكُ أكثرَ الصورِ إبداعاً، المتهتكُ هو أكثرُ الناسِ أخلاقاً، المتشكك هو الأقوى إيماناً) بكل بساطةٍ تذكر أنه من خلال الإثمِ يمكنُ للشخصِ أن يرى الخلاصَ أولَ مرة.
**
ماذا لو أنَّ كل شئٍ في هذا العالمِ هو عبارةٌ عن سوءِ فهم؟ ماذا لو أنَّ الضحكَ في الحقيقةِ هوَ بُكاء؟
***
أليسَ البشرُ معتوهين؟ إنهم لا يستخدمونَ أبداً الحرياتِ التي يملكونها، بدلاً عن ذلك هم يطالبون بالحرياتِ التي لا يملكون؛ إنهم يملكون حريةَ التفكير، و لكنهم يطالبون بحريةِ التعبير.
*****
من بين كل الأشياء السخيفة و المضحكة في العالم، ما يصدمني كالأكثر سُخفاً و إضحاكاً هو أن تصبحَ مشغولاً، أن تصبحَ رجلاً مستعجلاً في ذهابِه إلى طعامه، في ذهابهِ إلى عملِه. و بعد ذلك، عندما تأتي اللحظة الحاسمة، أرى ذبابةً تهبط فوقَ أنفِ رجل الأعمال، أو عربةً مستعجلةً تدفعه إلى الوحل، أو جسراً مُعلقاً يُرفعُ قبل عبورِه، أو طوبةً من أعلى تسقطُ على رأسهِ فتقتُله، حينَها، أضحكُ من أعماقِ قلبي. من يستطيعُ أن لا يضحك؟ إذ ماذا يظنون أنهم سيحققون، هؤلاء المستعجلين المشغولين؟ أليسوا كربةِ المنزلِ التي في فوضى حريقِ منزلِها، قامت بتخليصِ ملقطَ الفحم؟ ما الذي يستطيعون أن ينقذونه من نار الحياة العظيمة؟أ
إما/أو
مقتطفات من كتاب سورين كيركيجارد