كلُّهم يعرفون أنّ دقيقة العُمر
مرةً تأتي
ويعرفون أن الفرح فيها
أَحلى من الحزن
لكنّهم لا يصدقون أَنفسَهم .
**
حائرٌ أنا
بين أن يبدأ الفرح
وألاَّ يبدأ
مخافةَ ينتهي .
**
لا أحسدُكَ
على معرفتِك
مصيرَ كلٍّ منّا
لأنك قد تبكي على مصيرٍ حزين
بينما صاحبُهُ سهران يضحك
وتعرفُ الفرحَ قبلَ وقوعِه
فلا ترى مثلَنا
لذّة المفاجأة .
**
كيف أُفْهِمك
يا عصفورَ قَفَصِنا
إنني أنا غيرُ أَهلي
لا أُحبُّ أن أقتني
لا أقفاصا ولا عصافير .
**
أذهب إلى المدرسة وأغمض عيني
أقول أتى المساء
ثم افتحهما
وأرى أن الوقت لم يرحل بعد
ألف مرة أغمض عيني
وأقول أتى المساء
إلى أن يأتي
**
أليس في كل ثانية من الحياة ،
إنسان يضحك ؟
إذن في الأرض ضحك متواصل
***
جلست أُمي أمام الموقد تخبرني قصة
قالت : كان رجل يعمر بيتا
كان فقيراً وجمّع الأحجار حجراً حجراً
أتى بها من الأحراج والغابات
وأتعبه العمل لكنه أكمل قائلاً في نفسه :
أعمر بيتاً أسكنه لباقي العمر .
وظل يعمر طول عمره
وعندما انتهى البيت ، انتهى صاحب البيت
وقلت لأُمي :
هل انتهت القصة ؟
فقالت أُمي :
نعم .
كان فقيراً وجمّع الأحجار حجراً حجراً
أتى بها من الأحراج والغابات
وأتعبه العمل لكنه أكمل قائلاً في نفسه :
أعمر بيتاً أسكنه لباقي العمر .
وظل يعمر طول عمره
وعندما انتهى البيت ، انتهى صاحب البيت
وقلت لأُمي :
هل انتهت القصة ؟
فقالت أُمي :
نعم .
**
لو عددتُ درجات بيتي
وكم من مرة صعدْتُها
لَكَانَ هذا درجاً طويلا
يخترق السحب
ولو عددتُ ضحكات أمي لي
لرافقتْني طوال صعودي
ووقعتْ مِن بَعدي الضحكاتُ على الدرج
وأزهرتْ زهرا .
**
الطفلُ متى عرف أنه من أسراب الطفولة البريئة
لم يعدْ منها .
الطفلُ متى صار يعرف
كيف يرسم المهندسُ البيتَ
هربتْ من صُوَره
خطوطُ الحبّ
والجمالِ الصغير .
البسيط متى عرف أنه بسيط
لم يعدْ بسيطا
الإنسانُ متى عرف الحقائق
سقط عن سرير الأحلام .
زياد الرحباني