الخميس، نوفمبر 30، 2006
هل هذا صحيح ؟
ممكن جدا
الاثنين، نوفمبر 13، 2006
..
. .ربما كانت هذه القراءة السبب في أنّ عمله لم يتقدم تقدماً سليماً. كان ينوي أن يكتب كتاباً نموذجياً في عمقه ومن نوع النثر الشعري الذي كان قدوته القصائد في زارادشت. على أنّ الانشغال الدائم بكتب أنيقة جميلة إلى هذا الحد جعله عاجزاً المرة تلو المرة , وسلبه الوقت والقوة وجعله أحياناً يائساً كل اليأس , ذلك لأنه خيّل إليه أنّ خير الأشياء وأروعها قالها آخرون منذ زمن طويل. لم تنقصه الأفكار , إلا أنّ هذه الفكرة كان نيتشه قد عبّر عنها , والأخرى عبّر عنها ديميل والثالثة ميترلنك. كما أنّ حالاته النفسية , آلامه , شوقه- كل هذا كان هنا وهناك في كتب جميلة , تمّ نظمه وإنشاده , وتمّ تصعيد التنهدات أو تمّ التلعثم به . وكان إذا أراد أن ينظر إلى نفسه في سخرية وتهكم , وكان متدرباً على ذلك جيداً , طلعت من جديد صورة كانت موجودة أيضاً منذ زمن طويل ومرسومة , سواء من قبل فيرلين أو بيرباوم أو آخر. وربما كان عليه أن يستخلص من ذلك أنه لا يستطيع أن يقول شيئاً جديداً ولهذا وجد أنه لمن الأجدى أن يوفر الورق ويشتغل بشيء آخر.. ]
هرمان هسه
الثلاثاء، أكتوبر 31، 2006
عوضَ أن يسمع الصوتَ يراه
عوضَ أن يرى الطريق يسمعها
ترابٌ يسمعه ولا يراه
السبت، أكتوبر 14، 2006
قناع الشر
الثلاثاء، أكتوبر 10، 2006
!
بعد الموت
سأحزن كثيراً
لأني ، أنا الذي فكّرت بالانتحار مراتٍ عديدة
لم أعرف ، وأنا حيّ ،
أن الموت مُوحشٌ
إلى هذا الحد.
علي المقري
الخميس، أكتوبر 05، 2006
" إن بعض الظن إثم"
سقطَ ويبسَ
محتفظاً من الفضاء بلهاثِ ناسٍ كانوا يعبرون
في صحارى حارقة.
ظنَّ الشجرَ أياديَ دُفنت تحت التراب
في حروب قديمة
والعشبَ كلماتٍ كان القتلى يريدون قولها وهم يحتضرون.
ظنَّ العصافير نظراتِ موتى
تبحث عن عيونها
والأحجارَ رؤوساً
تبحث عن أجسادها
وظنَّ
ما يظنُّه
ظنوناً.
الثلاثاء، أغسطس 29، 2006
both
لا أحبّ المسوّدات
تذكّرني بقصائد
لم تكتمل بعد،
أكره القصائد منشورةً
يؤلمني أن لن تكتمل قطّ.
لا أحبّ الشهرة
الأضواء تقتل
وأنا لستُ معتوهاً كالفَراش،
وأكره العيش في الظلّ
تماماً كأيّ ثمرة انطوائية
لن تنضج أبداً.
.
لا أحبّ السيارة
فهي عربة رعناء
يلزمها أربع عجلات
لكي تبقى على قيد التوازن،
وأكره الدرّاجة
لأنها تجري
كأي عصفور معدني جبان
لا يقوى على الطيران.
لأنه غالباً ما يكون مجانياً
وبلا أسباب وجيهة
وأكره الحبّ
لأنه مكلّف للغاية.
لا أحبّ الأحد
لأنه يوم كسول
يذكّرني بأنَّ : غداً أمرٌ،
وأكره الاثنين
(أنظُر الأحد).
لا أحبّ العيش وحيداً
فالوحدة باردة
كلَيلةٍ ديسمبرية
حالفها عطبٌ في جهاز التدفئة،
وأكره العيش مع الآخرين:
إنه الجحيم.
لا أحبّ أن يكون عندي
دمٌ يجري
ولا سبيل إلى اللحاق به،
وأكره ألاّ يكون عندي دم.
لا أحبّ ساعة الحائط
لأنها تذكرني بالعمر الضائع،
وأكره ساعة اليد
لأنها تسابق دقات القلب.
لا أحبّ السلم
لأن الحياة تصير رتيبةً معها
وبلا طعم
وأكره الحرب
لأنها عكس السلم.
لا أحبّ الحياة
لأنها بنت كلب،
وأكره الموتَ :
نباحَها الأخير.
الاثنين، أغسطس 21، 2006
هذه سياسة أيضا
السياسة هي شكل العائلة على مائدة الافطار . من الحاضر حول المائدة ومن الغائب ولماذا غاب ؟
رأيت رام الله - مريد البرغوثي
الثلاثاء، أغسطس 08، 2006
لا تقلق
السبت، يوليو 22، 2006
اعترافات
* إيتالو سفيفو
الجمعة، يوليو 07، 2006
عبث
إنهم يعيشون نفس الأحلام القديمة التي عشنا نحن من أجلها
وأنت , أنت لا تريدهم أن يسلكوا نفس الطريق , نفس الخطأ
قال ,
ابراهيم أصلان
الأربعاء، يونيو 28، 2006
حلم
كنت في شارع فيصل بعمان , أمشي وحيدا , عاريا كنت , وكنت أمشي , والخلق حولي , كأن لا أحد يراني قبل أن ألتفت إليّ وأراني حزينا , لا يسترني شيء.
لا أعرف تماما , ما إذا كنت ارتبكت جرّاء هذا العري ,لكنني أحسست في لحظة ما بحاجتي إلي ثوب .لو كان "فرويد" حيا , لاتهمني بالاستعراض الجنسي , لكن " أريك فروم سيتدخل إلى جانبي , موضحا أن "فرويد"يتجاهل أن العري قد يعني شيئا آخر غير هذا الاستعراض فقد يكون العري مثلا رمزا لسلامة الطوية أو ...
فالجسد المتجرد من الثياب , هو رمز للأنا الفعلي , في حين تكون الثياب رمزا للأنا المجتمعي , الذي يشعر ويفكر بناء على مقتضيات النموذج الثقافي السائدفإذا رأى أحدنا نفسه عاريا في الحلم , كما يقول " فروم" فإن ذلك قد يكون تعبيرا عن رغبته في إبقاء نفسه على حقيقتها ورفضه لكل المظاهر الغشاشة الخادعة .
محمد القيسي
الجمعة، يونيو 23، 2006
الأربعاء، يونيو 21، 2006
علامة فارقة
جَيِّداً كِفايَةً
بالنِّسبَةِ لَكَ
لا تَستَعجِلْ قُدومَ شَيءٍ
مَهما يَكُن
ما سَيَأتي سَيَأتي
أَبيضَ كانَ أَم
أَسوَدَ
إن لَم يَكُن انتِظارُكَ
مَفتوحاً
كِلاهُما لَيسَا في
صالِحِكَ .
/
غادِرْ في اللَّحظَةِ
الَّتي يَجِبُ عَليكَ أَن تُغادِر
لَيسَ قَبلَها بِلَحظَة
ولَيسَ بَعدَها بِلَحظَة
دُونَ أَن تَلتَفِتَ
وَدُونَ أَن تَقولَ كَلِمَة
وإن شَعَرتَ
فَجأَةً
أَنَّ هُناكَ شَيئاً
رُبَّما نَسيتَهُ وَراءَكَ
وحَرَصتَ عَلى تَفَقُّدِه
حينَها
يَكفيكَ
نَظرَة .
/
لِتَجوالِكَ وَحيداً
مَزايا لا تُحصى
لَكِنَّهُ مِنَ الأَفضَلِ
أَن تَصطَحِبَ مَعَكَ رَفيقاً
فَأَنتَ
عَلى الأَقَلّ
سَوفَ تَحتاجُ
مَن يَلتَقِطُ لَكَ الصُّوَر
لَن تَعني صُورُكَ شَيئاً
إذا لَم يَظهَر في طَرَفِها
أَو في إحدى زَوَاياها
جُزءٌ
مِنكَ .
/
في مَحَطَّةِ سَفر
حَقيبَةُ يَدٍ سَوداء
لَيسَت عَلامَةً
فارِقَة .
/
الخميس، يونيو 08، 2006
رسـالة
ولكننا لسنا سجناء، وليست هناك أية فخاخ حولنا:
إبصار
كان أيّار قبل أن
كلمتي التي قلتُها لمنحدرات الجنوب
أضعتُها، جاءتْ
لا تقلق، قال الجبل،
كنتَ تستطيع التسلّق، تسلّقْ
لا تَحدثُ الأمور هكذا
الثلاثاء، مايو 23، 2006
اعذروني ,هذه أيام أورند هاتي
الاثنين، مايو 15، 2006
.
السبت، مايو 13، 2006
نـ َ فـَ س
الأربعاء، مايو 03، 2006
براءة
كاميلو خوسيه ثيلا
الأحد، أبريل 30، 2006
ماذا تفعلون الآن؟
محمد خضير
الثلاثاء، أبريل 18، 2006
كأي ميت
أينما وليت وجهي
ثمة ما يستحق التحطيم
غير أن قبضتي
لا تملك أكثر مما يملك
ظل فراشة
كما أن وجهي سوف ينهار
ما إن أقبض ملامحي
أسير مثلما يسير أي ميت
ببطء وبلا اكتراث
لا بالأقدام التي تلهث
كيما تعثر على ما يعينها على اللهاث
ولا بالشوارع التي تئز وتنحني
وتوشك أن تنهار
لا أحاول العثور على تفسير
لاستحالة أن يحيا الخلق بلا عداوات
ولا أجد مبررا للسؤال
عن سر بقاء الأقنعة والأكثر توحشا
لا أجد مبررا لأي انشغال بالآخرين
كأي ميت
ينبغي ألا أفكر فيما هو أكثر من خسائري
ورعاية الطحالب التي تنمو حول روحي
أو تفقّد الذين أحببتهم
دون أمل في أن يروني
حتى قاتلي
تولى عن حسباني
مذ أصبح لا يتوقف عن جرع الماء
وهو يبصرني بجوار الثلاجة
أشير إلى موضع خنجره
فتحي عبد السميع
الأحد، أبريل 16، 2006
من ؟
شنقت نفسها في أحد الأيام في المرحاض،
وظلت معلقة هناك، كدمية شوهاء، ثلاث ساعات طوال
إلى أن حضرت الشرطة.
وعندما كانت الريح تهب فتديرها برفق في حبلها
كان يتراءى لنا، نحن الذين كنا أطفالاً يومئذ،
أن "ناني" كانت تقوم برقصة مضحكة لتسليتنا.
نمت الأعشاب بسرعة، وقبل نهاية الصيف
كانت الأزهار الصفراء تعانق المدخل والحيطان،
وأصبح المرحاض المهجور كأنه مذبح في معبد
أو ضريح لقديسة ميتة.
بعد عام أو عامين سألت جدتي ذات يوم
هل تذكرين "ناني" الممتلئة الداكنة
التي كانت تغسلني بجانب البئر؟
حركت جدتي نظارة القراءة على أنفها
وحملقت في وجهي وسألت : "ناني"... من هي؟
وبهذا السؤال انتهت "ناني".
كل الحقائق تنتهي هكذا بسؤال.
إن هذا الصمم المتعمد يحوّل الموت إلى خلود
كل الحقائق تنتهي هكذا بسؤال.
إن هذا الصمم المتعمد يحوّل الموت إلى خلود
والشيء الأكيد إلى رخو غير أكيد.
إنهم محظوظون أولئك الذين يسألون أسئلة
ثم يمضون قبل مجيء الاجابة
أولئك الحكماء الذين يحيون في منطقة صامتة زرقاء
لا تخامر أذهانهم الشكوك
لأنهم يمتلكون ذلك السلام المتخثر
المنطمر في الحياة
كاللحن في بيضة الوقواق،
كالشهوة في الدم،
أو كالنسغ في أوعية الشجرة....
: )
لا تخف
ليس معنى الوقوف في النافذة
أنك ستسقط
ليس معنى السعال
أنك مصاب بالسرطان
ليس معنى ضيق التنفس
أن قلبك به شريان مسدود
الحياة فقط هي التي معناها
أنك ستموت
الخميس، أبريل 13، 2006
الأحد، أبريل 09، 2006
حلم
الاثنين، أبريل 03، 2006
الأحد، أبريل 02، 2006
ماذا بعد ؟ ماذا قبل ؟
.. أثناء سفري التقيت بصديقة قديمة لي أحببتها دوما ’ من ضمن أمور أخرى , لقدرتها على جمع العاطفة العميقة مع الصراحة التي تقترب من الوحشية." كنت أفكر بك " قالت لي , " بـ إله الأشياء الصغيرة , ماذا فيه , ماذا فوقه , حوله .. " ثم صمتت لبرهة . كنت منزعجة ولست متأكدة أبدا من أنني أريد أن أسمع بقية ما تريد قوله .ولكنها كانت متأكدة أنها ستقوله ." خلال السنة الماضية _ أقل من سنة في الواقع_ نلتِ الكثير جدا من كل شيء _ الشهرة , المال , الجوائز .التملق , النقد , الادانة , السخرية , الحب , الكراهية , الغضب الحسد , والكرم _ كل شيء . إنها قصة كاملة . مزخرفة تماما بإفراطها . المشكلة هي أن لها , أو من اللمكن لأن يكون لها , نهاية واحدة كاملة " .كانت عيناها عليّ تسبرانني ببريق منحرف . كانت تعرف أنني أعلم ماذا تريد أن تقول . لقد كانت مجنونة .
كانت تريد أن تقول أن لاشيء مما قد يحدث لي في المستقبل من الممكن له أن يعادل بريق هذا أبدا. إن بقية حياتي بأكملها ستكون غير مرضية بشكل عام .ولذلك فإن النهاية الكاملة الوحيدة للقصة هي الموت . موتي.
خطرت الفكرة لي أيضا . بالطبع خطرت . حقيقة أن كل هذا , هذا التألق العالمي _ هذه الأضواء في عيوني , التصفيق , الورود , المصورون , الصحافيون الذين يدعون اهتماما كبيرا بحياتي ( ومع ذلك يصارعون للحصول على حقيقة ثابتة وحيدة ) , الرجال في بذلات الذين يتزلفون لي , حمامات الفنادق اللامعة بمناشفها غير المتهية _لاشيء من هذا من المحتمل أن يحدث ثانية . هل سأفتقده؟ هل تعودته إلى درجة الحاجة ؟ هل أصبحت مدمنة شهرة ؟ هل سيظهر عليّ علامات تراجع ؟
كلما فكرت بالامر اكثر اتضح لي أكثر أنه إذا كانت الشهرة ستصبح ظرفي الدائم فإنها ستقتلني . ستخنقني حتى الموت بلباقتها وصحتها . أعترف بأنني استمتعت بدقائقي الخمس منها إلى حد كبير جدا , ولكن بشكل أساسي وقبل كل شيء لإنها كانت خمس دقائق فقط . لإنني كنت أعرف ( أو اعتقدت بأنني كنت أعرف ) أنني
قلت لصديقتي إنه لا يوجد شيء اسمه قصة كاملة . قلت لها في جميع الأحوال أن رؤيتها للأمور كانت رؤية خارجية , ذلك الافتراض بأن مسار سعادة الانسان أو لنقل إنجازه قد وصل ذروته ( ويجب أن ينحدر الآن) لأنه تعثر بالمصادفة بـ " النجاح " . أن رؤيتها مبنية على الاعتقاد التقليدي الضعيف الرؤية بأن الثروة والشهرة هما المادتان الحتميتان لأحلام كل شخص .
هناك عوالم أخرى . أنواع أخرى من الأحلام . أحلام الفشل فيها ممكن . مشرّف . وفي بعض الاحيان يستحق الكفاح من أجله .عوالم لا يكون فيها التميز هو المقياس الوحيد لتألق وقيمة الإنسان .يوجد الكثير جدا من المحاربين الذين أعرفهم وأحبهم , أشخاص أكثر قيمة بكثير مني , يذهبون إلى الحرب كل يوم , وهم يعرفون مسبقا أنهم سيفشلون.صحيح أنهم أقل نجاحا بالمعنى السوقي للكلمة , ولكنهم ليسوا أقل إنجازا أبدا .
الحلم الوحيد الجدير بأن يراود المرء , قلت لها , هو حلم أن تعيشي بينما أنت على قيد الحياة , وتموتي فقط عندما تفارقك الحياة . ( علم غيب؟ ربما )
" ماذا تقصدين بالضبط ؟" ( قوست حاجبيها منزعجة قليلا )حاولت أن أشرح , ولكنني لم أنجح . أحيانا أحتاج أن أكتب لكي أفكر . وهكذا كتبت ذلك لها على فوطة ورقية , هذا ما كتبته :
" أن تحبي , أن تكوني محبوبة , ألا تنسي تفاهتك أبدا . ألاّ تعتادي أبدا على العنف الذي لا يوصف واليأس وعدم التكافؤ الفاحش الموجودين في الحياة من حولك.أن تبحثي عن المتعة في أكثر الأماكن حزنا . أن تطاردي الجمال في وكره , ألاّ تبسطي أبدا ماهو معقد , وألاّ تعقدي ما هو بسيط . أن تحترمي القوة وليس السلطة . وقبل كل شيء أن تشاهدي وتراقبي . أن تحاولي أن تفهمي . ألاّ تشيحي بنظرك أبدا . وألاّ تنسي أبدا أبدا .
أروند هاتي روي
السبت، أبريل 01، 2006
الجمعة، مارس 31، 2006
ــــــــــ 0 ـــــــــ
القلب مركز الجسم، و اليد هامش أو طرف. هو مركز، نعم، لكن مربوط بالأوردة، و سجين داخل قفص في صدر. و هي هامش، لكنها تتحرك بحرية في الهواء و النور. تلمس و تحضن. تعزف و ترسم. تهدي وردة، و تزرع شجرة، و تمسح دمعة، و تبادر الناس بالسلام. هو يشتغل، مثل موتور، ليل نهار، و هي تضم اصابعها، حين تتعب، و تنام على راحتها، كعصفور. تسقى الماء، و ترش العطر، و هو مشغول، طول الوقت، بتوزيع الدم أناني ومستبد، مثل كل مركز وإصابته قاتلة، و هي يمكن أن نبترها، كأي هامش، دون أن تحرم صاحبها من الحياة
أنت خدّام الحرية
كان نيكوس كازنتزاكس (الروح العظيمة. صاحب زوربا) يقول: "لم أعد أطمع في شيء. لم أعد آمل في شيء. أنا حر". و شاعر تركي (دخل الموت في الثلاثين) اسمه أورهان ولي يقول: "الحرية تكلفك الحياة، و العبودية مجانية". و شاعرة بولندية (تخطت السبعين و اسمها صعب) هي فيسوافا شيمبورسكا تقول: "أفضّل الاصفار الحرة، على الواقفة في طابور من أجل أرقام". أنطونيو ماتشادو (مات من المشي على الحدود، هاربًا من عساكر فرانكو) يقول: "ما أسهل الطيران، ما أسهله، ما على الناس إلا أن يحرصوا على ألا تمس الأرض الأقدام".
أما أمل دنقل (الوحيد هنا، الذي أسمح لروحه أن تحضر في كتابي) فيرى أن "سكينة الذبح" هي مصير الطيور التي حطت (يعني انحطت) من السماء إلى الأرض.
الثلاثاء، مارس 28، 2006
وما زلت أنتظر رسالتي
هل محض جنون أن يراسل المرء أناساً لا يعرفهم ؟ أنا أفعل ذلك الآن, لا لشيء إلا لأنني أشبههم, فمنذ زمن بعيد وأنا أتتبع خطواتهم المحفورة في الطريق، و أحصي آلاف الأميال التي يقطعونها كل مساء؛ ليعودوا إلى البيوت التي أنهكها الغياب . لكنَّ أشباحهم وحدها هي التي تعود, لا لتلقى السلام ولكن لتسأل عن رسالة تُشعرهم أنهم على قيد الحياة.
هكذا نحن حين ننتظر رسالة, لا نبرح الأماكن ولا نغلق الأبواب, هكذا ظل والداي عشرين عامًا ينتظران ضيفًا ليس معلومًا وقت مجيئه ولا هيئة الوصول. سنوات طويلة يشعلان السراج والموقد والبخور، ويتركان جزءًا من طعامهما ؛ ومقعدًا شاغرًا من أجله، ويهرعان إلى الباب كلما رن خطو عابر غريب، وحين أصابهما الصمم، جلسا على ناصية الطريق قائلين "لقد أضعنا كل الضيوف بجلوسنا في البيت".
ليس مهمًا أن يأتي الضيوف, ولا أن تُستلم الرسائل, فثمة ضيوف لا نعرفهم, وثمة رسائل لا ترى، فلم لا نذهب إلى من نحبهم ؛ فنجالسهم ونحادثهم ، ولا ننتظر رسولاً يحمل بضعة أوراق منهم. فما الذي يمكن أن تقوله الأوراق أكثر من أرواحهم, تلك التي تدب بيننا، فى تذكاراتهم، في مواقفهم التي تدفقت كأنهار جارية بيننا زمنًا طويلاً.. كم تخاصمنا فيه، كم تعانقنا، وكم كنا ودودين معًا!.
أنا الآن أعد رسالةً إلى أناس لا أعرفهم، فليس هناك ما يجمع بيننا سوى أنني كلما جلست فى الأماكن التي جلسوا فيها أرى أعمارهم التي تركوها ، أرى ترابهم ، وأشجارهم، وقطع الأثاث التي نحلتها مقاعدهم، أراهم يقولون : اكتب لنا.
لى أناس لديكم كنت أتوقع أن يركبوا الريح من أجلى ويجيئوا، كنت أتشمم روائحهم حين يعبرون من على رأسي فتصطك أقدامهم ببلاط الغرفة، وحين يتداولون حول أى الهدايا يتركونها لأطفالي الصغار وأمهم المريضة بالنسيان.. لكننى لم أرهم؛ لأنهم لا ينتظرون المدفأة ولا شطائر الخبز، لا ينتظرون سوى رسالةٍ لا نعرف كيف نكتبها.
قولوا لهم إنني ضجرت، وما عدت أحتمل الحياة وحدى، فهل يمكن أن يغافلوا الحراس ويوقفوا القطار قليلاً؛ كى أضع ساقى وأركض معهم ، قولوا أيضًا: لى ابنة لديهم تجيد الرقص، وحفيد يجيد السؤال، ودبٌ يعشق الغناء أكثر منى.. فهل يمكن أن يحملوا رسالة من أجلى ؟!
* صبحي موسى
الاثنين، مارس 27، 2006
الجدران تتحدث
في قسم العلوم الاقتصادية في مونتيفيديو :
على حائط في ماساتيبي , نيكاراغوا :
في مونتيفيديو , في حارة أورينتال :
هنا نجلس , نراقبهم يقتلون أحلامنا
وعلى حائل الأمواج الذي يواجه ميناء بوثيو :
أيها العجوز الأحمق لا تستطيع أن تعيش حياتك كلها في الخوف
في بوينس ايرس على جسر لا يوكا :
الجميع يطلقون وعودا لكن لا أحد ينجزها . لا تصوتوا لأحد
في مرتفعات بالبارايسو :
أحببنا أنفسنا
* غاليانو
الأحد، مارس 05، 2006
الواقع ليس صورا جميلة
ايزابيل الليندي - صورة عتيقة
الجمعة، مارس 03، 2006
القانون مثل الحب
يقول آخرون: القانون هو قدرنا
القانون مثل الحب، أقول.
الخميس، مارس 02، 2006
أمنيات أخيرة
سأصير هواءً كيلا يراني أحد
آه
لو كنتِ شجرة
كلماتكِ الأوراق
يداكِ الأغصان
مرفوعة أبداً
كم تمنيتُ أن أكون سماءً
كيلا تتشرد النجوم
السماء ليست لنا
إنها للنجوم
وتمنيتُ أن أكون صخرة
ليتحطم عليها الهواء
كم تمنيتُ أن يعثر عليّ الليل
وأنا متلبس بماء البحر
حين أكون بحراً
سأحرق القفطان الأزرق
كم تمنيتُ أن أكون محيطاً
لأطوق وإلى الأبد الأرض
بذراعيّ
كم تمنيتُ أن يكون للأرض قدمان
لأحثها على السير
وتمنيتُ للأرض فماً لتصرخ
أيتها الصرخة
أين فمك
كم تمنيتُ أن أكون فرحاً
كي يعرفني الجميع
لو كنتُ حزناً لانتحرتُ
كم تمنيتُ أن أكون أملاً
كي أسكن الجميع
لو كنتُ يأساً
لما عرفت أحداً سواي
كم تمنيتُ أن أكون خوفاً
لأسكن الخونة
وتمنيتُ أن أكون ضحي
لتسكع الكون
لو كنتُ شمساً
لأمضيت الوقت في الزنازين
كم تمنيتُ أن أرى الليل
يعانق النهار
وتمنيتُ أن أكون مرآة
لأقول ما أراه
لو كنتُ مرآة
لتشمتُ بوجه القتلة
كم تمنيتُ أن أكون إلهاً
لأصنع منْ أحب
كم تمنيتُ أن أوجدكِ
أنىّ أكون ومتى أشاء
وتمنيتُ أن اسرق أثوابكِ
لأضعها على مشجبي
تمنيتُ أن أراكِ كل صباح
لأقص عليكِ أطياف الليل
والآن ما من أحد
حتى هذا الكتاب
يا له من صديق
يصمتُ
كلما أشحت عنه بصري
* منعم الفقير
الثلاثاء، فبراير 28، 2006
طالما أن المصائب ستأتي لا محالة, فمن الأفضل أن تتأخر
أمين معلوف - سمرقند
الجمعة، فبراير 17، 2006
ولو قليلا
واحدة فقط ط ط ط
الاثنين، فبراير 13، 2006
لا داعي للقلق
الاثنين، فبراير 06، 2006
من جَديدٍ، الأملُ على قَدمينْ *
التي تدفعُ المرءَ للإحباطِ، وإهمالِ العملْ.
وكثيرةٌ هذهِ الصُّحفُ
التي تَعِرضُ لذلكَ كُلَّ صباحْ.
مع هذا،
لم تتوقف الأمورُ السَّيئةُ يا إلهي.
ولم يعُدْ في وُسْعِ المرء، أحياناً،
سوى أن يتأمَّلَ المُزَارعَ الأمَّي ذَا الرَّوحِ النَّشِيطَةْ
وأن يُردد
- من وراءِ زجاجِ نافذة قِطارٍ سَريعْ -
" جديرٌ بالمرءِ، واللهِ، أن يكُون جميلاً
أمَامَ نفسِهَ ".
الاثنين، يناير 30، 2006
!
الجمعة، يناير 27، 2006
ليس هناك ما يبرر مجيء عام جديد *
أن أتركه مهملا في البيت، وأستخدم – أمام عينيه – تقويم العام القديم
ربما أجبره أن يتحول إلى ظل فرعي.
لو حاولت أن أتحدث باستمرار عن العام القديم، والمستقبل
وتعمدت اسقاط ضوئه وجسده الثري
ربما نجحت في إقناعه بضرورة التوقف عن تذكيري بأني لم أعد شجرة آمنة.
لكنه (طبعا أعني العام) لا يتواجد إلا في مطلع العام الذي يليه!
الاثنين، يناير 23، 2006
دروس خصوصية في الحرية *
ليست الحرّيةُ أنْ تقولَ كُلَّ ما تعتقُد أنّه حقيقةٌ
بل وتقول أيضا كل ما تعتقد أنه كذبٌ
الحرّية ليست في أن تدافع عن ما قلته
بل وفي إنكار وتكذيب ما قلته أيضا
ليست الحرية أن تقول ما لا تعلم
بل وأن لا تقول ما تعلم
الحرّية ليست في أن يحاسبك الآخرون أو تحاسبهم
بل هي أيضا في رفضك لعقابهم أو رفضهم لعقابك.
وهي إذْ لا تحميك من العقاب,
فإنها لا تمنعُ عقابك للآخرين أيضا
الجمعة، يناير 20، 2006
قد تكتشف هذا فجأة ..
ونحن آخرون غيرمن يبدون في لغوهم.
إذن يحافظ الناس على الإستقامة الصامتة
الاثنين، يناير 16، 2006
من آن إلى آخر *
الأحد، يناير 15، 2006
الحياة لا تساعد على صنع ابتسامة دائمة
السبت، يناير 14، 2006
لمرة واحدة فقط ..
عندما تقف في محطة القطار
برفقة أحزانك ومشاكلك:
تريك المدينة
بريق الإسفلت،
وفي هذا التجمع البشري،
ملايين الوجوه:
عينان غريبتان، لمحة بصر سريعة،
الحاجبان، المقلتان، الجفنان. ما كان هذا؟ ربما سعادة حياتك، لكنها تمضي وتغيب، أبدا.
-- تمشي طوال حياتك
في ألوف الشوارع
ترى في سيرك،
كل ما نسيك.
عين تغمز، روح تنشد.
ووجدتَ
لبضع ثوان فقط،
عينين غريبين، لمحة بصر سريعة، الحاجبين، المقلتين، الجفنين.
ما كان هذا؟ ما من إنسان يستطيع أن يعيد الوقت إلى الوراء،
كل شيء ينتهي، يمضي، ولا يعود البتة.
-- عليك أن تتسكع، في طريقك عبر المدن.
وطالما ينبض قلبك،
ترى هذا “الآخر” الغريب.
قد يكون عدوا،
قد يكون صديقاً،
قد يكون رفيقك في القتال،
يمر قربك ثم يمضي.
عينان غريبتان، لمحة بصر سريعة،
الحاجبان، المقلتان، الجفنان.
ما كان هذا؟ قطعة صغيرة من البشرية الكبرى.