.

السبت، ديسمبر 17، 2005

لانهم أتو من ذلك الطريق




من أجل شعبي في كل مكان
يغنون أغاني العبودية بتكرار
ترانيم الجنائز وقصائد الغناء
وأغاني <<البلوز>> والمناسبات
يرفعون صلواتهم في الليل لإله
ويركعون بتواضع، لقوة لا نراها.
من أجل شعبي الذين يقدمون قواهم للسنين
لسنوات مضت، لسنوات ستأتي،
لسنوات ربما تأتي، ربما لا تأتي،
يغسلون، يكوون، يطبخون، ينظفون،
يخيطون، يرتقون، يجرفون، يحرثون،
يحفرون، يزرعون، يقلّمون، يلصقون،
يسحبون، وأبدا لا يربحون،
وأبدا لا يكسبون، وأبدا لا يعرفون،
وأبدا لا يفهمون.
من أجل رفاق اللعب في الوحل والغبار
والرمال، في ملاعب آلاباما الخلفية،
يلعبون، يُعمَّدون، يعظون، والأطباء،
والسجون، والجنود، والمدارس،
والأمهات، وتحضير الطعام،
وألعاب الأماسي، وحفلات الموسيقى
والمخازن، ودكاكين الحلاقين،
وشركات الآنسة <<تشومبي>> والمساهمين.
من أجل السنوات الحيرى، غير المقروءة جيدا،
ذهبنا الى المدارس لنتعلم، لنعرف أسباب <<اللماذا>>،
وأجوبة <<العن>>، والناس <<الذين>>، وأمكنة <<الأين>>،
وأيام <<العندما>>، في ذاكرة الساعات الحامضة،
عندما اكتشفنا أننا زنوج، فقراء، صغار،
ومختلفون، ولا أحد اهتم بنا، ولا أحد استغرب، ولا أحد فَهِم.
من أجل الأولاد والبنات الذين نشأوا
على الرغم من هذه الأشياء، ليصبحوا رجالا،
ونساء، ليضحكوا ويرقصوا ويغنوا ويلعبوا،
ويشربوا خمورهم وأديانهم ونجاحاتهم،
ليتزوجوا رفاقهم، ويحملن أطفالا،
ثم ليموتوا مستهلكين، او مرضى بفقر الدم،
او بالاعدام، من غير محاكمات...
من أجل شعبي الذي يمشي من غير بصيرة،
ناشرا الأفراح والمتع، مضيّعا أزمنة الوقت،
كسولا، ينام عند الجوع، صارخا عندما
تتراكم الأثقال، سكرانا، عند اليأس،
مُربَّطا، ومقيدا، ومتورطا بأنفسنا،
وبالكائنات المختبئة التي تحلق فوقنا،
وهي تعرف كل شيء، معرفة بلا حدود،
وتضحك،
من أجل شعبي، المتخبطين اضطرابا،
المتلمسين دربا، المتقدمين تعثرا،
في ظلام المدارس والكنائس والنوادي،
والجمعيات والروابط والمجالس واللجان
والدعوات، موجوعين ومزعوجين ومخدوعين
ومنهوبين من جياع المال، ومن المتطفلين،
الممتصين قشور الأمجاد، ينحنون مصلين،
لقوة دولة واثقة من نفسها، ولقوة بدعة
مستحدثة، ولقوة ولع مهووس مؤقت،
من أجل شعبي، واقفا، ناظرا، محاولا
ان يرتب حياة جديدة من خضم الفوضى
والارتباك، من خضم النفاق والرياء
وسوء الفهم، محاولا ان يهندس
عالما يحتمل كل الناس، كل الوجوه،
كل آدم وكل حواء، وجميع أجيالهما
التي لا تحصى ولا تعد.
فلتنهض أرضٌ، جديدة. وليولد
عالم آخر، وليُكتب سلامٌ دمويٌ
على السماء. وليتقدم إلى الأمام،
جيل جديد، عامر بالشجاعة.
ولتنم أجيال، جديدة من الناس
شغوفة بالحرية. ولينبض في أرواحنا
وفي دمائنا، جمالٌ جديد، مملوء بالعلاج
وبالشفاء، وبقوة حسم وإحكام أخير.
ولتُكتب أغاني الشجعان
ولتُخفَ جنائز الألحان
ولتنهض الآن،
سلالة جديدة من الرجال،
لتُمسكَ بالزمام.
مارغريت ووكر*